كلمة عن العيد الوطني

تستقبل بلادنا الحبيبة اليوم ذكرى 23 يوليو الغالية على قلب كل عماني ،
ذكرى انطلاق نهضة عمان المباركة التي لم تعرف غير الحب والخير والنماء
منذ قال جلالته كلماته الخالدة :
" سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل ،
وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب"


وقد وعد جلالته فأوفى بعون الله خير الوفاء بما وعد به شعبه المخلص
له ولوطنه الغالي ، ولهذا شقت سفينة النهضة العمانية طريقها عبر السنين
بوتيرة محسوبة ومتزنة ، داخليا وخارجيا ، يقودها ربان ماهر خبير
بما يواجهه من تحديات وهو بصدد تأسيس أركان دولة عصرية قابلة للتطور والازدهار
عاما بعد عام. وقد كان من حكمة جلالته وهو يضع لبنات هذا البلد بصيغته الحديثة
التي أذهلت العالم ، أن منح الإنسان العماني كل اهتمامه السامي ،
مؤكدا جلالته على أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها ، وأن المواطن هو أغلى ثروات الوطن.


وبفضل هذا النهج الحكيم حصدت السلطنة خلال هذه السنوات الثماني والثلاثين
أغلى وأثمن ما يمكن أن تحصده الدول ، وهو شعب معطاء يفتدي قائده بروحه ،
يحب بلاده حتى العشق ، ويقود دفة التنمية والبناء في كل شبر من أرضها
بسواعده دون أن ينتظر أحدا ليؤدي عمله نيابة عنه ، مقدما أروع تلبية لنداء جلالته
بأن يؤدي كل عماني دوره وواجبه الوطني.
إن السلطنة وهي تعيش اليوم فرحة الاحتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين لنهضتها المباركة
لتشعر بكل الفخر والاعتزاز بابنها البار جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ حفظه الله ورعاه ـ ،
وتفاخر العالم بأنها بفكر جلالته استطاعت أن تسابق الزمن ، وتختصر المسافات ،
محققة انجازات هائلة في شتى ميادين الحياة ، هذه الانجازات لم تكن لتتحقق
لولا إرادة القيادة الواعية وعزمها على تحقيقها ، ولولا استجابة الشعب الوفي
لقائده الملهم ، وتكاتفه رجالا ونساء وراء قيادته الرشيدة التي أخذت بيديه
الى بر الأمان.

ووضعت البلاد في مصاف الدول العصرية متكاملة الأركان ،
الأمر الذي جعل العماني يشعر بالفخر والاعتزاز لأنه عماني ،
ويحظى باحترام الجميع أينما حل وارتحل في بلاد العالم.
وفي غمرة الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية ..


يسرني ان ارفع أسمى آيات التهاني والشكر والعرفان لحضرة صاحب الجلالة
السلطان قابوس بن سعيد- حفظه الله ورعاه ـ،
داعين المولى عز وجل أن يحفظ جلالته دائما ، ويديم عليه نعمة الصحة والعافية ،
لترفل عمان في ظل قيادته الحكيمة بثوب العز والسؤدد والفخار.