المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 11/02/2010 العمر : 33
موضوع: النهضة المعانية في سن الاربعين السبت فبراير 13, 2010 10:53 pm
تدخل النهضة العمانية الحديثة عامها الاربعين وهي في سن النضج وقمة العطاء وأوج العزم لتدشين مرحلة جديدة من مراحل التقدم في مختلف مناحي الحياة العصرية على طريق ممتد بين الماضي العريق والحاضر المجيد والمستقبل المشرق، وهو طريق ظل حافلا بالتحديات التي كانت تشحذ العزائم وتزيد من عنفوان النفوس. أشرت في مقال سابق الى بعض س مات النهضة العمانية الحديثة ومنها الحكمة والانضباط والعقلانية والاعتدال. واضيف اليوم الى ذلك كله سمة (الواقعية) وهي واقعية متميزة، تقترن بالارادة الحرة، لتصبح قدرة متفوقة على ذاتها، في مغالبة التحديات وصنع المنجزات وابتكار الحلول الأفضل للمشكلات التي تعترض المسيرة.. كل ذلك في إطار نهج وطني عالي الاحساس بالمسؤولية، يؤمن بالتعاون الخليجي طريقا لتطوير العلاقات الاخوية بين الاشقاء شعورا بعمق روابط التاريخ والجغرافيا وأواصر الدم والتشارك الحميم في المصير واقتسام المصالح لخدمة المواطن الذي يأخذ اولوية متقدمة على كل ما عداها في صميم السياسة العمانية الداخلية والخارجية. كما ان هذا النهج يرى في القضايا العربية قضاياه الوطنية دون مزايدة او نكوص، وهو يتفاعل معها من هذا المنطلق القومي بمنأى عن الافراط او التفريط. ولعل من ثوابت السياسة العمانية، في بعدها العربي والدولي اعتماد مبدأ الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي وحسن الجوار وترسيخ مقولة عدم التدخل في شؤون الآخرين، دون ان يعني هذا الكلام انعزالا او انكفاء داخليا، وانما هو التعاطي مع هذه الشؤون الدولية انطلاقا من المصالح العمانية والخليجية والعربية والاسلامية دون ان يكون التركيز على احداها تغييبا لسواها! ا ن الاعتدال والعقلانية يؤديان بالضرورة إلى الوسطية وهي اختيارات اساسية لحكمة القيادة التي لا تعتمد على بهرجة الخطاب، او بلاغة العبارة، لتفريغ السياسات من اهدافها، بل تؤكد الاهداف وتحدد الخطط والبرامج الكفيلة بالوصول اليها في اقصر الطرق. ولعل في الخطاب الذي ألقاه جلالة السلطان أمام مجلس عمان (المشكل من مجلسي الدولة والشورى) ما يؤكد هذه السمات ويضيف اليها حين يقولان المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء والسعادة والرخاء لا يبنى الا بالهمم العالية والعزائم الماضية والصبر والاخلاص والمثابرة.. ونحن واثقون بأن أبناء وبنات عمان يتمتعون بقسط كبير من تلك الصفات السامية يشهد بهذا ماضيهم وحاضرهم، ونحن لا ريب لدينا بأنهم قادرون على بناء مستقبل سعيد، بإذن الله..) ومثل هذا التوجه الذي يعلي من شأن الانسان ويقدر قيمته، ويعظم دوره هو الذي املى على السياسة العمانية ما دعا اليه جلالته من ضرورة زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص وما أكد عليه من كفالة حرية الاستثمار وتكافؤ الفرص، وما ركز عليه من دور للمرأة وتمكين لها في خدمة مجتمعها ووطنها وإعلاء شأنه .[center]